الدافع الذي جعل ميل روبينز تخترع قاعدة الخمس ثواني هو مشاكل حياتها والمصاعب التي تعرضت لها وخاصةً بعدما فقدان عملها هي وزوجها، لم تتحمل روبينز مصاعب الحياة وقررت أن تهرب منها من خلال الاستلقاء على الفراش والنوم إلى ساعات طويلة ولكن بفضل قاعدة الخمس ثواني استطاعت أن تغير حياتها.
كيف تزيد من انتاجيتك؟
في الكثير من الأحيان قد تواجهنا بعض الأعمال التي وجب علينا إنجازها والانتهاء منها ولكن الرغبة والمزاج يكون لديهم رأي آخر أو حتى قد تكون المشاعر رافضة لهذه الأعمال وقد تكون هذه المشاعر مشاعر حزن أو اكتئاب أو توتر، وهذه المشاعر والأفكار قد تولد حاجز بيننا وبين الفعل وقد تؤدي إلى عدم القيام بالفعل مع العلم أن هذا العمل في مصالحنا الشخصية.
ويجب عليك الإنتباه من ربط الإنجاز بالمشاعر، انتبه من أن تجعل مشاعرك هي الحاكمة على أعمالك وإذا أردت أن تنجز عملاً ما أو شيء يستحق فيجب عليك الأخذ بعين الاعتبار أنه لن يكون العمل مسلي وسوف تتعرض إلى الملل والمخاطرة ولن يساعدك مزاجك في يوماً من الأيام على فعل أي شيء قد يكون في مصلحتك وخاصةً لو كان فيه بعض الملل.
عندما يفكر عقل الإنسان في القيام بواجباته الطبيعية دوماً ما تحاول مشاعر الخوف والقلق والملل أن تسيطر عليه وإذا استسلم العقل لهذا المشاعر فلن ينجز شيئاً في حياته كلها.
ولكن ما هو الحل كيف ازيد الإنتاجية؟ قد يظن البعض أن الحل هو التحفيز (Motivation) ولكن الحقيقة عكس ذلك وقد وضحت الكاتبة ميل روبينز في كتابه قاعدة الخمس ثواني واصفة التحفيز على أنه قمامة قائلة (motivation is garbage) وهذه كانت وجه نظرها لأنها ترى التحفيز من منظورها بأنه نشوة مؤقتة والذي يحفزك اليوم لن يحفزك غداً.
هل التحفيز كافي اللاستمرار؟
التحفيز العاطفي هو الأكثر شهرة ومبيعاً حالياً وقد تجد التحفيز العاطفي في الصالات الرياضية وفي المولات وفي كل مكان لأنه النوع الأشهر، ولكن يأسفني أن أخبرك بأن التحفيز خرافة وخاصة التحفيز العاطفي الذي يكون من خلال اصوات مدربين في التطوير الذاتي والتحفيز على خلفية فيديوهات رياضية وهذا النوع هو النوع الاسوء من التحفيز لانه وفي الغالب يكون مبني على كلام غير منطقي ويكون عبارة عن وهم.
التحفيز كذب هل التحفيز العاطفي عبارة عن كذب ولماذا؟ اساسيات التحفيز العاطفي هي الإلقاء من خلال شخص ببدلة بقيمة خمسة آلاف دولار يلقي عليك بعض من الهراء الذي تعلمه في الكلية الجامعية يلقي عليك الكلام دون أن يعلم بظروفك ولا إمكانية استطاعتك ولا يعلم حتى من انت فقط مهمته هي بيع الكلام لك والربح من خلالك وقد يكون لهذه الفيديوهات تأثير ولكن مهما كان حجم تأثيرها أوكد لك أنها سوف تقل في المستقل لأن التحفيز عبارة عن وهم.
يعتمد التحفيز العاطفي على الكذب ولكن مع التشت والتحفيز الذي يحدث بسبب الفيديوهات والموسيقى الحماسية قد ننخدع لوهلة من الزمن ولكن مع الوقت الطويل هذا لن يساعدنا على الإنجاز.
التحفيز الحقيقي
التحفيز الحقيقي لن يكون من خلال فيديوهات طويلة مع موسيقى حماسية مع صور لرجال في صالات الرياضة، هل من المنطقي عندما تريد أن تغسل اسنانك أن تقوم باستخدام فيديو تحفيزي يحتوي على لاعبين في كمال الاجسام مع اصوات تقول لك "انت تستطيع" بالتأكيد لا لأن التحفيز الحقيقي يكون مبني من خلال المعرفة والعلم والحقائق.
كيفية الإنجاز وزيادة الإنتاجية
كيف ممكن احقق الاستمرارية والإنجاز دون تحفيز؟ أما عن الحل فهو بسيط وهو قيامك بالعمل المطلوب بغض النظر عن حالتك النفسية أو المزاجية من خلال هذه القدرة سوف تستطيع أن تنجز ما يطلب منك على أكمل وجه وسوف تحقق أي تغيير تتمناه في حياتك.
يتوقع بعض الناس بأنهم إذا أرادوا إنجاز أمراً ما يجب عليهم أن يكونوا في أفضل حالة نفسية ويجب أن يكون مزاجهم مظبوط وغير مشوش ولكن في الحقيقة أن المشاعر تتبع الأفعال وليس العكس وعلى سبيل المثال هل حدث لك أحد الأيام انك أنجزت شيئاً ما وبعدها شعرت بالسعادة اظن بأن جميعنا قد تعرض لموقف ممائل.
ولديك قاعدتين لكي تزيد من قدرتك على الإنتاجية والإنجاز واحدة منهم تحتاج إلى تطوير وتحتاج إلى مدة طويلة والأخرى بغاية السهولة الأولى من خلال قوة الإرادة وهذه القوة تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد لكي تستطيع تطويرها والأخرى من خلال قاعدة الخمس ثواني والتي سوف اشرحها في الفقرة التالية.
ملخص كتاب قاعدة الخمس ثواني
بعدما تعرضت مؤلفة الكتاب مير روبينز إلى خسارة عملها هي وزوجها كانت حياتها معرضة للخطر وخصوصاً مع وجود أطفال وكانت علاقتها الزوجية معقدة حد بعيد فكانت تهرب من الواقع من خلال النوم لساعات طويلة وقد أصابها من البؤس ما يجعلها غير قادرة على النهوض من السرير، لذلك بعد محاولات فاشلة من قبل روبينز بالاستيقاظ باكراً والنهوض من السرير، وبالفعل لم يدم الامر لوقت طويل حيث أنها استلهمت فكرة العد التنازلي من إطلاق الصاروخ الفضائي إلى الفضاء خارج الكرة الأرضية.
قررت روبينز البدء بقاعدة الخمس ثواني لكي تستطيع أن تستيقظ وتنهض من سريرها وكانت الخطة على الشكل التالي وهي من خلال العد التنازلي من رقم 5 إلى الرقم 1 وهذا بعد أن يرن المنبه وسرعان ما تنتهي تنهض بشكل مفاجئ، وهذا لا يعطي الفرصة لعقلك كي يحاول أن يماطل او أن يقنعك بالنوم.
قاعدة الخمس ثواني
بعدما نجحت أول تجربة للمؤلفة مير روبينز في قاعدة الخمس ثواني بدأت بتطبيق هذه القاعدة على جميع جوانب حياتها وذكرت في كتابها بأنها كانت تخشى الاتصال ببعض الاصدقاء الذين كانوا من الممكن أن يقدموا المساعدة ولكن مع قاعدة الخمس ثواني كانت تضع الهاتف بجانبها وتعد تنازلياً من 5 إلى 0 وتنطق بكلمة "GO" وتجري الاتصال ومع مرور الوقت بدأت حياتها بالتحسن بسبب هذه القاعدة وقامت الكاتبة بمشاركة القصة مع العديد من الأصدقاء وكانوا يبادلوها بالأخبار الحسنة وان الطريقة قد نجحت ومن هنا قررت المؤلفة أن تصنع كتاب الخمس ثواني.
لدي نصيحتين إليك يا عزيزى القارئ الأول أن كنت تظن أن هذه القاعدة ساذجة وليست ذات قيمة ولن تنجح معك فأنت لا تحاول مساعدة نفسك لذا ساعد نفسك واجعل هذا الأسلوب ينجح لكي تحقق الفارق في حياتك والثانية هي أن تجعل العد بدلاً من 5 ثواني اجعلها 3 حتى يتثنى لك الإنجاز بشكل أسرع ولكي لا تنبه عقلك بإطلاق الأعذار.
استخدامات قاعدة الخمس ثواني، قد تكون هذه القاعدة غير فعالة في بعض الأفعال والمواقف وسوف نذكر اهم المواقف والأفعال التي تستطيع أن تستخدم بها قاعدة الخمس ثواني منها مواجهة الكسل ويكون استخدامها ضد مواجهة الكسل من خلال تحفيزك على الرياضة ومن خلال استيقاظك مبكراً ومواجهة النوم، أما عن الاستخدام الثاني فهو مواجهة المماطلة والتسويف قد تبدأ في عمل ما ولكن لا تكمله وتقرر أن أنجازه في يوم اخر وهذا أحد أنواع المماطلة التي تجعل حياتك عديمة النفع لذلك ولتحقيق اكبر قدر من الإنتاجية حاول استخدام هذه القاعدة لمواجهة المماطلة.